نمو مهارات الاستماع
تفيد التقارير الطبية بأن الجنين يتحرك ويرفس بصورة تفيد استجابته لأصوات معينة في البيئة. وقد اتضح أن قوقعة الأذن (وهي مصدر السمع) تنمو وتصل إلى شكلها الكامل خلال الأسبوع العشرين من تكون الجنين في الرحم، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة للحمل يحدث تغير في معدل دقات قلب الجنين وكذلك حركته، ويمكن ملاحظة ذلك بتسليط أصوات معينة عليه من خارج الرحم.
وقد أصبح في الإمكان قياس الاستجابات السمعية للجنين في كثير من المستشفيات، وخصوصًا إذا تعرض لمرض أو حادث، وعند ولادة الطفل يكون جهازه السمعي قد وصل إلى مستوى نمو يؤهله لممارسة عمله منذ ثلاثة أشهر تقريبًا.
أدرج د.عبدالعزيز الشخص في كتابه (اضطرابات النطق والكلام) (المرجع) جدولاً يبين فيه تطور استجابة الطفل لأصوات الكلام كالتالي:
من هو المعوق سمعيًا؟
وضح د. عبدالعزيز الشخص أن المعوقين سمعيًا هم أفراد يعانون اضطرابات في عملية السمع نتيجة انخفاض مستوى قدرتهم على سماع الكلام العادي، حيث يصعب عليهم فهمه دون مساعدة خاصة.
وتضم هذه الفئة خمس مجموعات فرعية هي:
- ضعف السمع البسيط.
- ضعف السمع المتوسط.
- ضعف السمع الملحوظ.
- ضعف السمع الشديد.
- ضعف السمع الحاد.
نجد أن الأطباء يقسمون الإعاقة السمعية حسب الجزء العضوي المصاب إلى: الصمم التوصيلي، الصمم الحسي أو العصبي، أو الصمم التوصيلي العصبي، وفي جميع الحالات يكون نوع الصمم العصبي نتيجة إصابة الأذن الداخلية أو الجهاز العصبي.
دور المجتمع في تعليم الصم
تعنى المدارس الآن بكل ما يؤدي إلى تنشئة الأطفال تربويًا وتعليميًا واجتماعيًا بطريقة صحيحة وسليمة ولا ينتهي دور المدرسة أو المؤسسة التعليمية مع الأطفال الأصحاء فقط، لذا فإن على المجتمع أن يوفر كل وسائل التربية والتعليم والتأهيل لكل فرد فيه. من هذا المنطلق أنشئت مراكز تعليم الصم وضعاف السمع.
لقد دلت التجارب التربوية في كثير من البلاد على فوائد إيجاد وحدات تضم بعض الطلبة المصابين بضعف السمع والصم الذين يحتاجون إلى العون السمعي وإلى أجهزة تكبير الصوت وخصوصًا في التعليم الذي يعتمد على إتقان اللغة.
تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على البرامج والمناهج التعليمية وتوجيه الصم في المملكة العربية السعودية وفوائد دمج الأطفال الصم في المدرسة العادية، وذلك من خلال الدراسات السابقة في هذا المجال.
أهداف تعليم ضعاف السمع والصم
يصاب الطفل ضعيف السمع والأصم بالقلق والضيق والشك والغيرة والعناد وقلة التحكم في عواطفه. ولكي تنمو شخصية الأصم معافاة من هذه الآثار النفسية السيئة يجب على المهتمين بهذا المجال وضع أهداف تصل إلى تكوين ناضج متكامل لشخصية هذا الطفل. من هذه الأهداف ما يأتي:
- تقبل الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل لهذه الفئة من الأطفال.
- تنمية الروح الاجتماعية للطفل الأصم كالصداقة والتعاون مع الآخرين في مجتمعه.
- إيجاد الوسائل التربوية والتعليمية التي تتناسب مع قدراته واستعدادته.
- تقديم أفضل الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية المناسبة.
- تدريب الحواس المتبقية لديه تدريبًا يجعله يعتمد على نفسه في اكتساب الخبرات.
- تثقيف أسر الأطفال وتوجيههم للطرق السليمة للتعامل مع طفلهم الأصم.
نسبة الذكاء في الطفل الأصم
قد يكون الذكاء في الطفل الأصم مساويًا للذكاء في الطفل السليم، ولكن السمع والكلام يؤديان بالطفل السليم إلى تنمية درجة ذكائه بالخبرة التي ينالها من السمع والكلام.
ولذلك إذا اختبرنا طفلين باختبارات الذكاء التي لا تحتاج إلى الكلام نجد أن الطفلين متساويان في درجة الذكاء. أما إذا استعملنا اختبارات تعتمد على اللغة فسوف نجد أن الطفل الأصم متأخر عن زميله السليم وخصوصًا المصابين بأمراض تؤثر في عقولهم وتؤدي إلى تخلف عقلي بدرجات متفاوتة.
ويبين الجدول الآتي نتيجة اختبارات في الذكاء أجريت على أطفال أصحاء وآخرين مصابين بالصممü:
إدخال طريقة الدمج في المملكة
يمثل الدمج إحدى الطرق الحديثة التي يتم بها تقديم أفضل الخدمات التربوية التي يحتاجها الصم والتي تتوفر في أقل البيئات التعليمية تقيدًا.
وقد اهتم المسؤولون في الوقت الحالي بدمج الصم في المدارس العادية نتيجة إدراكهم أن كثيرًا من حاجات الصم يمكن تحقيقها في المدارس العادية.
كما أن الدراسات الحديثة قد أشارت إلى ضرورة دمج الصم للاستفادة اللغوية إلى أقصى حد ممكن ولو لنصف اليوم أو في بعض الأنشطة، ولكن المهم أن يكونوا في مدرسة واحدة مع الأسوياء يتعرفون عليهم ويألفونهم وليستطيعوا التفاهم معهم بالطرق الصحيحة، وبذلك أصبح الدمج ضرورة مهمة في التربية الحديثة وفوائده لا يستطيع أن ينكرها أحد. ولكن عملية الدمج لا يتم نجاحها إذا لم تتضافر الجهود المخلصة الرسمية وغير الرسمية وتوفير الشروط اللازمة التي من أهمها إيجاد اتجاهات إيجابية عند المجتمع والمدرسين والتلاميذ وطلاب الجامعات، وكذلك التعاون التام والتنسيق بين معلمي الصم والمعلمين العاديين وتوحيد جهودهم لتوفير فرص تربوية متكافئة لجميع الطلاب بما يكفل تحقيق هدف الدمج كاملاً.
وقد تم الدمج في المملكة وخصوصًا للمراحل الابتدائية لتجنب الآثار السلبية التي تترتب على وجود الطلاب الصم وضعاف السمع ضمن المعاهد الخاصة فقط.
قد يتساءل بعضنا ما معنى الدمج؟ إن الدمج هو أننا نعامل الأصم بطريقة تربوية عادية وأسلوب طبيعي مثله مثل السوي بقدر الإمكان وحسب قدراته. وقد عرف «تيرتبل» الدمج بأنه: «التكامل الاجتماعي والتعليمي للأطفال المعوقين والأطفال غير المعوقين في الصفوف العادية ولجزء من اليوم الدراسي على الأقل»
.
ويتطلب هذا التعريف توفير شرطين وهما:
- وجود الطالب في الصف العادي لجزء من اليوم.
- الاختلاط الاجتماعي المتكامل.
ويحتاج الدمج إلى تكامل وتخطيط تربوي مستمر وتحديد لمسؤولية العاملين.
أ- التكامل: هو الدمج الاجتماعي والتعليمي مع الأسوياء الدمج الكامل وليس لجزء من الوقت.
ب- أما التخطيط التربوي المستمر: فهو تعديل المنهج تعديلاً دقيقًا ليتلاءم مع الصم والأسوياء معًا، ليحققوا أقصى فائدة ممكنة خلال وجودهم في الصف، وذلك عن طريق التعامل والتعاون مع الأسوياء، وتقبلهم له كجزء من مجتمعهم، وعدم نبذه منفردًا حتى لا يؤدي الدمج إلى نتيجة عكسية، أما تحديد المسؤوليات: فهو تحديد مسؤولية معلم الفصل العادي ومعلم الصم حتى لا يحدث الارتباك والبلبلة والازدواجية ويتم التنسيق بينهم لخدمة الطالب.
ويمكن دمج جميع الصم وضعاف السمع إذا كان مستوى ذكائهم يسمح بذلك، والدمج أنواع:
- دمج الفصل الكامل مع مساعدة المعلم المتجول الزائر.
- دمج الصف لجزء من اليوم والباقي في غرفة المصادر لمساعدته وتدريبه على السمع والنطق.
- دمج الوحدات المنفصلة في المدرسة العادية وهو الدمج في فترة النشاط والرياضة والفُسح المدرسية فقط دون الدمج في التعليم.
وأهم مرحلة للدمج هي مرحلة ما قبل المدرسة، ويتم نجاحها إذا ما تمت خطوة خطوة وتدريجية وليس بطريقة مفاجئة دون إعداد مسبق لها. ويجب النظر إلى الدمج بشكل تكاملي يتمثل في الشعور بالرضا من الطرفين وليس فقط دمجًا جسديًا على أن يكون الطالب في مستوى صفه وزملائه. ويجب على الأهالي البعد عن الأشياء السلبية التي قد تؤثر بالتالي على أطفالهم من خلال الدمج مثل المقارنة بين طفلهم والأطفال العاديين والنظر على أنه أقل منهم مقدرة على التعلم والفهم وعلى الكلام.
مناهج معاهد الأمل في المملكة العربية السعودية
تتناول وتقدم البرامج التربوية والتأهيلية والثقافية للطلاب الصم وضعاف السمع من البنين والبنات إلى جانب الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية إلى جانب الخدمات الترفيهية. وينقسم المنهج في معاهد الأمل إلى أربعة أقسام:
- منهج المرحلة التحضيرية
:
وتستقبل معاهد الأمل للبنات والأطفال الصم وضعاف السمع من البنين والبنات الذين تراوح أعمارهم بين أربع سنوات إلى ست سنوات. وقد وضع لهذه المرحلة منهج خاص يهيئ طلابها للالتحاق بالمرحلة الابتدائية بمعاهد الأمل ويركز هذا المنهج على تنمية المقدرة اللفظية لدى الطفل وتدريب ما تبقى لديه من قدرات سمعية ومحاولة علاج عيوب النطق الناتجة عن الإعاقة السمعية.
- منهج المرحلة الابتدائية:
يدرس الطالب أو الطالبة في معاهد منفصلة في هذه المرحلة منهجًا خاصًا يقرب من منهج التعليم العام، وذلك بعد تكيف هذا المنهج بحيث يتناسب مع ظروف الطالب السمعية ومقدرته اللفظية، بالإضافة إلى بعض المواد الضرورية له مثل مادة التدريب على استخدام بقايا السمع واستعمال السماعة، والتدريب على النطق وقراءة الشفاه التي تعتبر أهم وسيلة اتصال بين الطفل الأصم وغيره من السامعين.
- منهج المرحلة المتوسطة المهنية
:
يدرس الطالب والطالبة في هذه المرحلة منهجًا يتضمن مواد التربية الإسلامية، واللغة العربية، والعلوم، والرياضيات، والتربية الفنية، والعلوم الاجتماعية، والمواد المهنية التي تناسب طبيعة كل من الرجل والمرأة.
فبالنسبة للبنين يدرس الطالب النسخ على الآلة الكاتبة والتصوير وطبع المستندات، أما البنات فيدرسن النسخ على الآلة الكاتبة والتفصيل والخياطة والتريكو اليدوي والآلي.
- منهج الإعداد المهني:
يلتحق بمعاهد الأمل المتوسطة الطلاب الصم وضعاف السمع الذين تجاوزوا سن الدراسة الابتدائية ولم يصلوا إلى سن